صحفي من مصر

موقع صحفي اخباري يقدم تحليلات ومقالات اخبار عن العالم العربي

صحفي من مصر

موقع صحفي اخباري يقدم تحليلات ومقالات اخبار عن العالم العربي

أبرز القضايا السياسية التي تشغل العالم العربي

لا يمكن قراءة المشهد السياسي العربي ككتلة واحدة؛ فهو حالياً عبارة عن “عناقيد” من القضايا المتشابكة التي تتراوح بين إدارة النزاعات المشتعلة، وهندسة دبلوماسية معقدة لمرحلة ما بعد الحرب، وسباق داخلي نحو مستقبل اقتصادي جديد يُستخدم كأداة سياسية.

إن فهم ما يشغل المنطقة اليوم (نوفمبر 2025) يتطلب تفكيك هذه العناقيد الثلاثة.


العنقود الأول: إدارة “الملفات الساخنة” (الأمن الميداني)

يظل الأمن الميداني هو القضية الأكثر إلحاحاً، حيث تفرض النزاعات المسلحة نفسها على الأجندة.

  • السودان (أولوية الصراع): يعتبر الملف السوداني الأكثر اشتعالاً. مع إعلان قيادة الجيش (عبد الفتاح البرهان) أن “نهاية المعركة ستكون في دارفور” ورفض الهدن، يدخل الصراع مرحلة حاسمة ودموية. لم تعد القضية مجرد صراع داخلي، بل أصبحت “أزمة إنسانية إقليمية” مع تدفق ملايين اللاجئين والنازحين (كما تحذر الأمم المتحدة)، مما يضع ضغطاً هائلاً على دول الجوار ويتطلب تحركاً دولياً عاجلاً.
  • اليمن (التبعات الإنسانية): رغم انخفاض وتيرة الحرب المباشرة، فإن “السياسة” في اليمن تظهر الآن في شكل “أزمة إنسانية واقتصادية” خانقة. التقارير الواردة من صنعاء (نوفمبر 2025) حول “الجبايات” التي تفرضها سلطات الحوثيين والتي تخنق التجارة وتغلق المحال، تُظهر كيف يتم استخدام الاقتصاد كأداة سيطرة سياسية، مما يبقي الملف اليمني قضية سياسية وإنسانية ملحة.
  • الحدود اللبنانية (التوتر المستمر): تظل جبهة جنوب لبنان ملفاً سياسياً متوتراً. إدانة قوات “اليونيفيل” لأعمال بناء إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية تظهر أن هذه الحدود لا تزال “خط تماس” قابل للاشتعال، ويشغل الدبلوماسية الإقليمية لمنع تحوله إلى مواجهة شاملة.

العنقود الثاني: “هندسة ما بعد الحرب” (الدبلوماسية المعقدة)

بموازاة النيران المشتعلة، هناك جهد دبلوماسي هائل لإدارة “اليوم التالي” في أزمات كبرى.

  • غزة (السباق الدبلوماسي): هذا هو الملف السياسي والدبلوماسي الأبرز إقليمياً وعالمياً. النقاش لم يعد فقط حول وقف إطلاق النار، بل حول “مستقبل غزة”. التحركات المكثفة (أمريكية، أوروبية، وعربية) في مجلس الأمن، والحديث عن تدريب الاتحاد الأوروبي لشرطة فلسطينية، كلها تهدف لرسم ملامح “ما بعد الحرب”. القضية هنا هي: من سيحكم؟ وكيف سيتم ضمان الأمن؟ وهي أسئلة سياسية بامتياز.
  • سوريا (عودة الظهور): تشهد الساحة السورية تحولاً لافتاً. الحديث عن “تقارب تاريخي” مع واشنطن، والهمس حول ملامح “سوريا الجديدة”، يشير إلى أن الملف السوري، الذي كان “مجمداً” لسنوات، يعود كقضية سياسية. يتم إعادة تقييم دور سوريا الإقليمي، وكيف يمكن أن يتغير التحالفات في المنطقة.

العنقود الثالث: “السياسة الداخلية كقوة خارجية” (السباق الاقتصادي)

القضية السياسية الأهم في عدد من الدول العربية الفاعلة (خاصة الخليجية) ليست صراعاً، بل “تحولاً”.

  • التنافس الاقتصادي كسياسة: سباق “رؤى 2030” ليس مجرد خطط اقتصادية، بل هو “مشروع سياسي” بامتياز. التنافس على جذب المقرات الإقليمية، والاستثمار في التكنولوجيا (كما أظهر مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي الأخير)، واستضافة الفعاليات العالمية، كلها أدوات لـ “إعادة تموضع” سياسي على المسرح العالمي.
  • القوة الناعمة الجديدة: السياسة لم تعد تُدار فقط عبر التحالفات العسكرية، بل عبر “القوة الناعمة” و”القوة التكنولوجية”. الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والترفيه، أصبح جزءاً لا يتجزأ من “الأمن القومي” السياسي لهذه الدول لضمان نفوذها المستقبلي.
أبرز القضايا السياسية التي تشغل العالم العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تمرير للأعلى